بسم الله الرحمن الرحيم
مقالة عن السحر والسحرة
العدد 10396 جريدة الجزيرة - الطبعة الأولى - أفاق اسلامية الجمعة 21 ,ذو الحجة 1421
الشيخ محمد المنجد يفضح السحرة والمشعوذين:
كتب : يوسف بن ناصر البواردي:
لا يزال الذهاب إلى أولئك النفر من الناس منزلقاً خطيراً لم يجن البشر من ورائه الا ثمرات مرة، فقد سقط الكثير من الضحايا في شباك اولئك السحرة والمشعوذين وتنوع الضحايا، فهناك ضحايا في العقيدة والدين وهناك ضحايا في الأعراض وهناك ضحايا في الأنفس وهناك ضحايا في الاموال!
وكان المؤمل ان يكتشف البشر في عصرنا الحاضر ضلال اولئك السحرة فينبذوا دجلهم وباطلهم، بعد ان بلغنا في هذا العصر مكانة متقدمة في العلم، ولكن انّى للعلم المادي ان يكتشف حقيقة الدجل و الدجالين!
وعلى هذا فإن (الرسالة) انطلاقاً من رسالتها السامية في توعية المجتمع تجاه خطر السحرة والمشعوذين تعرض هذه الجملة من كشف لحقائق هؤلاء الشرذمة يعرضها فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد الداعية الاسلامي وامام وخطيب جامع عمر بن عبدالعزيز بالخبر الذي اوضح كثيراً من الخفايا والملابسات فإلى نص كلام فضيلته:
في البداية تحدث الشيخ المنجد مشيراً ان الحديث سيكون حول خلق من خلق الله منهم المؤمن ومنهم الكافر عمد كفارهم الى اغواء المسلمين وحرفهم الى الشرك واستعملوا من اجل ذلك أنواع القدرات التي عندهم لاضلال الإنس فاستجاب لهم كثير من الا نس واستعانوا من اجل تحقيق غرضهم بأمر الشيطان كبيرهم وسائل متعددة، ومن ذلك هؤلاء الكهان والعرافون المنتشرون والمشعوذون وغير ذلك.. منبهاً ان سبب طرح هذا الموضوع ما سمعته من بعض الناس الذين سألوا عن اشخاص يذهبون اليهم لمعرفة مكان السحر فيدلونهم عليه وعلى مكان المسروقات والمفقودات ويجرون عمليات بدون جراحة ويستأصلون الاورام ويزيلون العاهات ويقرأون البطاقات الشخصية ويعدون النقود في الجيب ويخبرون الانسان بأحوال خاصة ربما لا يعرفها الا هو ويكون كلامهم صحيحاً، وبدأت تجد الناس يصطفون طوابير عند هؤلاء المشعوذين المتصلين بالشياطين رجاء شفاء او معرفة مفقود وبعضهم عن فضول وحب استطلاع، فنريد ان نتعرف على طرق هؤلاء الشياطين ووسائلهم وماهي ألاعيبهم، وماهي القدرات التي عندهم لكي يبين بعد ذلك ويستبين للمسلم حقيقة هؤلاء ولكي يكون الانسان على بصيرة من امره خصوصاً وان القضية قد دخلت ايضاً عالم الالعاب، فما هي الحقيقة اذاًَ؟! وما حكم الشرع في هذه الاشياء؟!
تأصيل وإيضاح
ويضيف فضيلته انه لابد ان نعود للجذور، وان نعود الى الكلام عن الجن هذا العالم الذي خلقه الله تعالى كما خلق عالم الانس وعالم الملائكة فقد اخبرنا الله تبارك وتعالى انهم خلقوا من نار فقال
والجان خلقناه من قبل من نار السموم) وقال تعالى
وخلق الجان من مارج من نار) ومارج النار طرف اللهب، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نار وخلق آدم مما وصف لكم) رواه مسلم.. ويضيف فضيلته ان خلق الجن متقدم على خلق الانسان فكانوا قبلهم في الارض بدليل قوله تعالى (ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم)..مضيفا كذلك ان الجن سموا جناً لاستتارهم (فلما جن عليه الليل) واستجن بالشيء اي اتقى به واختفى وراءه، واخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن اصنافهم وعن شيء من قدراتهم فقال في الحديث الصحيح (الجن ثلاثة اصناف، صنف يطيرون في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويضعنون) فأخبرنا بقدرتهم على الطيران وعلى التشكل في هيئة حيات وكلاب ولا مجال للتكذيب بعالم الجن البتة، ومن انكر وجود الجن فهو كافر، لانه كذب الله تعالى الذي قال في محكم تنزيله (قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن) فالمكذب بوجود الجن كافر، ولم يكذب به الا طائفة من الفلاسفة والعقلانيين، وبعضهم زعموا ان الجن نوازع الشر في النفس البشرية وانهم ليسوا خلقاً مستقلاً وانكروا وجودهم وهؤلاء ولا شك ضلاّل فان المعرض عن كلام الله ورسوله لا يكون الا ضالاً، فقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم (انه التقى بهم ودعاهم الى الله تعالى وقال انه اتاني وفد نصيبين وهي بلدة ونعم الجن، فسألوني الزاد فدعوت الله لهم الا يمروا بعظم ولا روثة الا وجدوا عليها طعاماً).. فكان منهم المؤمنون الذين انطلقوا في الارض يستمعون لاي شيء يدل على سبب منع استراق الخبر من السماء، (واذ صرفنا اليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا، فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتاباً انزل من بعد موسى) ودعوا قومهم الى الله تعالى وكان منهم الفقهاء.. ولما قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن فكان اذا مر بقوله تعالى (فبأي آلاء ربكما تكذبان) قالوا
ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد). مؤكداً الشيخ المنجد ان كثيراً منهم كفار وضلال وفسقة ولذلك فإنهم شياطين، وهم كثيرون جداً، وكانوا يسترقون الخبر من السماء يركب بعضهم فوق بعض ليستمعوا الخبر من السماء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كالسلسلة على صفوان يعني كصوت جر السلسلة على الصخرة وهو صوت عظيم فاذا فزّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقوا السمع فالجن الذين يركب بعضهم فوق بعض الى السماء يستمعون شيئاً من كلام الملائكة عن اوامر الرب في مرض فلان او شفاء فلان او موت فلان او زلزال في مكان كذا ونحو ذلك من الاحداث الارضية فيسمعها مسترقو السمع ومسترقو السمع هكذا واحداً فوق الآخر.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: فربما ادرك الشهاب المستمع قبل ان يرمي بها الى صاحبه، اي الذي تحته يخبر بعضهم بعضا فيحرقه، وربما لم يدركه اي الشهاب حتى يرمي بها الى الذي يليه، الى الذي هو اسفل منه حتى يلقوها الى الارض فاذا وصلت الكلمة الى الارض من خبر غيبي سيحدث فتلقى على فم الساحر فهؤلاء الجن الشياطين المتعاونين مع الساحر يأتون اليه بالخبر الى هذا الكاهن فيكذب معها مائة كذبة فيصدق من قبل المغفلين في الارض من الانس الذين يأتون طوابير فيقولون الم يخبرنا يوم كذا وكذا بكذا وكذا فوجدناه حقاً للتي سمعت من السماء) رواه البخاري في صحيحه.. ويستطرد فضيلته بقوله: فالناس لا يذكرون من كلام الكاهن الا الشيء الذي حصل ويقولون اخبرنا بوقوع كذا ووقع، ولا يذكرون الكذبات الكثيرة التي يخبرهم عن اشياء متوقعة الحصول واشياء لا يبعد وقوعها تعرف بالاستنتاج مثلاً فلا يكتشفون امره، لو فرضنا ان كاهناً او عرافاً او ساحراً اخبر شخصاً بانه سيقع حدث وهذا الحدث لا يمكن استنتاجه ولا معرفته او توقعه ووقع كما قال فربما يكون مما زوده به شيطانه من الاخبار التي يسترقها الجن من السماء، ولكن كم نسبة الصدق في كلامهم؟ انه واحد في المائة، وكم نسبة الكذب في كلام الكهان؟ تسعة وتسعون في المائة لكن المغفلين لا ينتبهون الا لهذا الخبر الواحد الذي تحقق ويقولون يعلم الغيب، ولا يعلم الغيب الا الله...
قدرات عجيبة
بعد ذلك ينتقل الشيخ المنجد لينبه ان الله قد اخبرنا انهم اصحاب قدرات عجيبة وسخر الجن لنبيه سليمان فكانوا يقومون له بالأعمال الكثيرة قال الله عز وجل (ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه، ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير، يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات) فقد سخرهم الله وسلطه عليهم فلا يستطيعون ان يخالفوا امر سليمان ومن خالف اذاقه الله من عذاب السعير وهو الحريق فيحرقه.. والمحاريب هي المساجد والابنية الكبيرة، والتماثيل قيل من غير ذوات الارواح ولو كانت من ذوات الارواح فيحمل على انه لم يكن حراماً في شريعة سليمان (وجفان كالجواب) اي انهم يعملون له احواض كبيرة جداً للماء (وقدور راسيات) يعني ثابتات في اماكنها لا تتحرك من عظمها واتساعها، فهي قدور يطبخ فيها طعام جيش سليمان الذي كانت تحمله الريح (غدوها شهر ورواحها شهر) فهو ملك لا ينبغي لاحد من بعده ولا يكون عند الكفار المتقدمين ولا المتأخرين.. واضاف فضيلته ان من قدراتهم استطاعتهم نقل الاشياء عبر الجدران والطيران بها في المسافات الشاسعة واحضارها وادخالها عبر الجدران مرة اخرى الى مكان ما، ولذلك قال سليمان وهو يفكر في طريقة لدعوة ملكة سبأ الى الله وكيف يقنعها، قال وهو يستشير من حوله من اولياء الله الصالحين ومن الجن الذين سخرهم الله له (ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين.. قال عفريت من الجن انا آتيك بها قبل ان تقوم من مقامك) فهذا الجني الشديد كان يستطيع ولم يكن يكذب في دعواه، كان يستطيع بأن يأتي بعرش ملكة سبأ من داخل قصرها في اليمن ويضعه داخل قصر سليمان في الشام قبل ان يقوم سليمان من مقامه..فقضية استطاعتهم لنقل الاشياء عبر الجدران والاجسام الصلبة والطيران بها تلك المسافة الشاسعة في وقت قصير جداً للغاية امر مقدور له اخبرنا الله عنه ولا مجال للتكذيب به فاستخدمت الشياطين هذه القدرات في اضلال الانس (وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) وهذا هو المنطلق الذي ننطلق به في اسكتشاف كل القصص التي يأتي بها الناس ويتداولونها عن اشياء خارقة خرقت العادة التي يعرفونها ونقول للناس انتبهوا فليس كل خارقة كرامة من الله وليس كل خارقة تدل على صلاح صاحبها.. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يمتحن الدجالين فقد ذهب الى عبدالله ابن صياد وكان قد ظن انه الدجال وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على كشف امره فقال له قد خبأت لك خبأ فقال عبدالله بن صياد (الدخ الدخ) والنبي صلى الله عليه وسلم كان قد خبأ له سورة الدخان فقيل: ان شيطان عبدالله بن صياد قد اوصل له الخبر من السماء ولكن الخبر وصل ناقصاً فما وصلت كلمة الدخان كاملة لعبدالله بن صياد..ولذلك قال له عليه الصلاة والسلام (اخسأ فلن تعدو قدرك) يعني انك من اخوان الكهان، فالشياطين يأتون بهذا الخبر ويخلطون فيه، فلذلك اتوه به ناقصاً وترجح وعرف بعد ذلك ان عبدالله بن الصياد ليس هو الدجال المنتظر الاكبر وانما هو دجال من الدجاجلة يعينه الشياطين، وهكذا اعانت الشياطين مدعي النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم من اجل فتنه الناس، فهذا الاسود العنسي الذي ادعى النبوة كان له من الشياطين، فقد ثبت تاريخياً من يخبره ببعض الامور المغيبة، وكذلك مسيلمة الكذاب، كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات ويعينه على بعض الامور.
مواقف وعبر
ويتطرق فضيلة الشيخ المنجد بعد ذلك الى قول شيخ الاسلام رحمه الله في الفتاوى كاشفاً زيف هؤلاء فمن كلامه رحمه الله ننقل هذه الدرر النفيسة والتجارب العظيمة له مع هؤلاء في كشف احوالهم ينقل تاريخياً من واقعه قوله
وامثال هؤلاء كثيرون مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبدالملك ابن مروان وادعى النبوة وكان الشياطين يخرجون رجله من القيد وهو مقيد ويخرج من القيد وتمنع السلاح ان ينفذ) فيه، فالشياطين تمنع السيوف والرماح من النفوذ في جسد هذا الدجال، وهذا يذكرنا بما يفعله بعض اصحاب الطريقة الرفاعية الصوفية الضلال من ضرب اجسادهم بالشيش وما يفعله بعض الذين يستعينون بالشياطين في بعض السيركات او الحفلات التي يعملونها من ضرب انفسهم بسكاكين او بسيوف ولا يخرج منه قطرة دم واحدة وليس بخداع نظر، فهو شيء حقيقي ولكن ماهو التعليل؟! عندما يعرف المسلم الحقيقية لا تنطوي عليه الاباطيل، فهو من الاستعانة بالشياطين، فاذا كان الشيطان يستطيع ان يستخرج عرش ملكة سبأ وهو جسم كبير عبر الجدران فكذلك يستطيع ان يمنع اختراق السيف لجسم شخص او ان يخترقه دون ايذاء، كما يخترق بعرش ملكة سبأ جدران قصرها، وكان يرى الناس رجالاً وركباناً على خيل في الهواء ويقال هي الملائكة وانما كانت جناً، فالجن تتشكل بأشكال يراها هذا الدجال ويظنها ملائكة تتنزل عليه بالوحي، وفعلاً يلقون في سمعه كلمات وهكذا مسليمة كان يسمع شيئا في اذنيه فعلاً وهو مما تنزلت به الشياطين ولذلك لا يمكن ان تجعل الاحوال الشيطانية هذه على ان هذا الرجل ولي من اولياء الله ولا يمكن ان تجعل اي خارقة من خوارق العادات دليلاً على ان هذا الرجل صالح فانه قد يكون مشركاً عظيماً من المشركين تساعده هؤلاء الشياطين، ويضيف فضيلته ان من طرقهم انهم ربما تكلموا بألسنة مختلفة على لسان هذا الدجال كما يتكلم الجني على لسان المصروع ولذلك يحدثك بعض الاشخاص الذين ذهبوا الى بعض العرافين انهم سمعوا منه مرة صوت طفل ومرة صوت امرأة ومرة صوت رجل ومرة صوتاً غليظاً وانه دخل في غيبوبة وغمض عينه وصار يتكلم وهو نائم وكل ذلك من فعل الشياطين تتكلم على لسانه وربما لا يدري بما يخرج منه، ومن هؤلاء الدجالين يقول شيخ الاسلام رحمه الله من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما لا يكون في ذلك الموضع، ومنه من يطير به الجني الى مكة او بيت المقدس او غيرها ومنهم من يحمله الى عرفة ثم يعيده من ليلته وهذا من ادعاه من يسمون بأهل الخطوة من الصوفية الذين كانوا يذهبون في ليلة ويعودون في نفس الليلة ويخبرون الناس بأشياء في عرفة مما لقوا من فلان وفلان وعندما يعود الحجاج يتبين ان كلامهم صحيح فقد حملته الجن وليس هذا بغريب مادام انهم يستطيعون حمل عرش سبأ من اليمن الى الشام قبل ان يقوم سليمان من مقامه فلا نستغرب ان يحملوا شخصاً الى عرفة ويعودوا به فليس هذا بمستحيل وهو عندنا غريب.. فكثير من هؤلاء الذين يسمون بأهل الخطوة دجالون كذابون لا يستطيعون الاستعانة بالجن اصلاً ومنهم نفر قليل تعينهم الشياطين قليلاً، ومن طرق الشياطين ان المخلوق قد يستغيث بشخص حي او ميت سواءً كان هذا المستغيث مسلماً او نصرانياً او مشركاً فيتصور له الشيطان بصورة ذلك المستغاث فيظن الشخص انه هو فاذا نادى المستغيث وافلاناه او يا فلان اغثني ظهر الشيطان في صورة البدوي او اي ولي من الاولياء المزعومين تشكل الشيطان في صورته والنبي عليه الصلاة والسلام اخبرنا ان الجن يتشكلون بحيات وكلاب اذا يمكن ان يتشكلوا بصورة شخص ايضاً وهنا يلبس على هذا المسكين فيظن ان الاستغاثة صحيحة وان الشيخ اغاثه وان الميت حضر وانجده. قال شيخ الاسلام رحمه الله ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان ويقول له انا الخضر وربما اخبره ببعض الامور واعانه على بعض مطالبه.. كما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمين واليهود والنصارى وكثير من الكفار بأرض المشرق والمغرب يموت لهم الميت فيأتي الشيطان بعد موته على صورته وهم يعتقدون انه ذلك الميت يأتيه بصورة ابيه او يأتيه بصورة لا يراها ويقول له انا روح ابيك وبصوت ابيه لان القرين الشيطان الذي مع الاب يعرف صوت الاب ويقلد صوت الاب ويصف له اشياء دقيقة لا يعرفها الا الولد والاب الذي مات وفعلاً يخرج الواحد من عند المشعوذ والعراف مذهولاً بسبب انه لا يعرف حقيقة القضية.
حفلات الزار
بعد ذلك يعود فضيلة الشيخ المنجد ويشير لانتشار قضية العرافين والدجالين والمشعوذين مؤكداً التركيز على هذه القضية وهو تدخل الشياطين لاغواء الانس ويصدق الانسان فعلاً بالعراف ليوقعه في الشرك قال شيخ الاسلام رحمه الله ربما يكونون قد احرقوا ميتهم بالنار كما تصنع كفار الهند فيظنون انه عاش بعد موته، ومن هؤلاء شيخ اوصى خادمه فقال اذا انا مت فلا تدع احداً يغسلني فأنا اجيء واغسل نفسي فلما مات رأى خادمه شخصاً في صورته فاعتقد انه هو دخل وغسل نفسه فلما قضى ذلك الدجال غسله غاب وكان ذلك شيطانه..
ومما ذكره شيخ الاسلام رحمه الله انه ربما يرى شخص في المنام ان شعره قد قص وانه لبس طاقية فيصبح وقد قص شعره فعلاً والبس تلك الطاقية ويكون ذلك بفعل الشياطين قصوا شعره في المنام وبعد ذلك يصدق ببقية المنام ويكون منه من الشرك والكفر ما الله به عليم.. وكذلك من هذه الطرق ايضاً مناداة عباد القبور من داخل القبر وهو شيء تفعله الشياطين فلا تكذب من يقول لك سمعت الشيخ يتكلم من قبره فربما يكون ولكن من الذي تلكم انه الشيطان..وقال شيخ الاسلام رحمه الله وقد يضعون مصروعاً عند القبر فيغادره الشيطان ويقوم بعافية ليتوهم الناس ان الولي الذي في القبر عالجه وان ما فعلت ذلك الشياطين وغادرت المصروع ليستقر عند الناس ان الميت الذي في القبر هي البركة التي عالجت ذلك المصروع واذا قرأت آية الكرسي بصدق بطل هذا فان التوحيد يطرد الشيطان ولهذا حُمل بعضهم في الهواء حملته الشيطان فقال لا اله الا الله فسقط على الارض.. ومثل ان يرى احدهم ان القبر انشق وخرج منه بعض الناس فيسمعون اصواتاً من داخل المغارات والكهوف وماهي الا شياطين.. قال شيخ الاسلام رحمه الله ومن اعظم ما يقوي الاحوال الشيطانية سماع الغناء والملاهي وهو سماع المشركين وهذا هو الذي يفعل في حفلات الزار لمن سمع بها وهي الحفلات التي يجتمع فيها اناس يضربون بالطبول العظيمة بأصوات عالية جداً ويرقصون رقصات جنونية حتى يؤدي بهم الامر الى الوقوع في حالة اغماء ونحو ذلك ثم تتكلم الشياطين على السنتهم وتحضر حفلات الزار لان الغناء والطبل يجر الشياطين كما ان القرآن يطردهم وربما خاطبه من عصفور او من ثمرة او من حجر ونحو ذلك وربما جاءه بصورة جميلة وزعم انه ملك يريد ان يزوره وبعد ذلك تأتي الشركيات والامر بالشرك والامر بالسجود له والصلاة له وذبح شيء له، ولذلك بعض الدجالين يقول من شرط العلاج ان تذبح ديكاً اسود لكن لا تقول بسم الله الرحمن الرحيم الله لو قلت بسم الله ما ينفع العلاج مشيراً فضيلته كذلك الى كلام شيخ الاسلام الذي جاء فيه: واخبر بعض الشيوخ الذين قد جرى لهم قوله: يورونني الجن شيئاً براقاً مثل الماء والزجاج ويمثلون له فيه ما يطلب من الاخبار.. مستدلاً فضيلته بهذه الحادثة بأن هناك شخصا قد ذهب الى احدى الدول وكان يقصد ساحراً فوضع له طستاً فيه زئبق (اي سطح عاكس لماع للغاية) فقال له الرجل اريد ان ارى اهلي في البلد، قال فجعل يتمتم بأشياء ثم صفى ذلك السطح وظهرت صورة البلد ثم ظهرت صورة الحي ثم ظهرت صورة الحارة ثم ظهرت صورة العمارة ثم ظهرت صورة الشقة قال فرأيت اولادي يلعبون.. فليس في هذا شيء مستنكر من جهة الوقوع اذا كان الانس قد نقلوا الاشياء عبر الهواء بالبث المباشر حياً على الهواء.. فالجن يستطيعون ان ينقلوا على هذا السطح صورة اولاده.. ولكن القضية فيما بعد ذلك فيما يأمره به هذا الدجال والساحر من الكفر والحرام، وبعضهم يقول ان المشعوذين لا يأخذون نقوداً او لا يأخذون نقوداً في البداية فهم يقولون ما فعلنا ذلك الا خدمة وواجبا علينا وطاعة وتفريج كربة ويظهرون العفة وهم يتعاملون مع الشياطين..
ومن الاشياء انهم يقولون للساحر بكتابة العزائم لكي يساعدونه ليكتب القرآن بدم الحيض والنجاسات وهذا مستخدم عندهم ويعكسون السور من اولها الى آخرها وبعض هذه الاوراق لو فتحتها وجدت فيها استغاثات واضحة بجني او شيطان.. ومن ذلك ان هؤلاء المشعوذين اصحاب فواحش ولذلك اذا قال لاحد هؤلاء الذين يدعون انهم يقرأون على المصروعين ويخرجون السحر ويفكونه اذا قال لا تدخل مع زوجتك لابد ان اقرأ عليها لوحدها فاعلم انه دجال كذاب اشر وانه افاك اثيم (ما خلا رجل بامرأة الا كان الشيطان ثالثهما).
المديرالعام
الشيخ وليدالرمحى
0104700609